المضاربون هم المشاركون الأساسيون في سوق العقود الآجلة. والمضارب هو أي فرد أو شركة تقبل المخاطرة من أجل تحقيق الربح. يمكن للمضاربين تحقيق هذه الأرباح من خلال الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى. ولكن في سوق العقود الآجلة، يمكنهم بالسهولة ذاتها البيع أولاً ثم الشراء لاحقًا بسعر أقل.
ومن الواضح أن تحقيق هدف الربح هذا سهل القول وصعب التنفيذ. ومع ذلك، توجد أنواع مختلفة من المضاربين الذين يهدفون إلى الربح في سوق العقود الآجلة. حيث قد يتمثل المضاربون في المتداولين الأفراد أو شركات التداول الخاصة أو مديري المحافظ المالية أو صناديق التحوط، أو صناع السوق.
المتداولون الأفراد
بالنسبة إلى الأفراد الذين يتداولون بأموالهم الخاصة، فقد ساعد التداول الإلكتروني على تحقيق تكافؤ الفرص من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى معلومات الأسعار والتداول. وتمنح سرعة تنفيذ التداول وسهولته، إلى جانب تطبيق الإدارة الحديثة للمخاطر، المتداول الفردي إمكانية الوصول إلى الأسواق والإستراتيجيات التي كانت مخصصة للمؤسسات في السابق.
شركات التداول الخاصة
تحقق شركات التداول الخاصة، والمعروفة أيضًا باسم المتاجر الخاصة، الربح كنتاج مباشر لنشاط المتداولين في السوق. وتوفر هذه الشركات لمتداوليها التوجيهات ورأس المال اللازمَين لتنفيذ عدد كبير من عمليات التداول يوميًا. وباستخدام الموارد الرأسمالية للمتاجر الخاصة، يتمكن المتداولون من الحصول على رأسمال أكبر مما لو كانوا يتداولون على حساباتهم الخاصة. وقد يتمكنون أيضًا من الوصول إلى النوع نفسه من الأبحاث والإستراتيجيات التي طورتها المؤسسات الأكبر.
مديرو المحافظ المالية أو مديرو الاستثمار
يتحمل مدير المحفظة المالية أو مدير الاستثمار مسؤولية الاستثمار أو التحوط على أصول صناديق الاستثمار المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة أو صناديق الاستثمار المغلقة. ويقوم مدير المحفظة المالية بتنفيذ إستراتيجية استثمار الصناديق ويدير التداول اليومي. غالبًا ما تُستخدم أسواق العقود الآجلة لزيادة التعرض الإجمالي للمحافظ المالية للسوق أو تقليله دون الإخلال بالتوازن الدقيق للاستثمارات التي ربما تطلبت جهدًا كبيرًا لإنشائها.
صناديق التحوط
صندوق التحوط هو عبارة عن محفظة مالية استثمارية مُدارة تستخدم إستراتيجيات استثمارية متقدمة لتحقيق أقصى قدر من العائدات، إما بالمعنى المطلق أو بالمعنى النسبي لمعيار سوق مُحدد. اسم صندوق التحوط هو في الغالب تاريخي، حيث حاولت صناديق التحوط الأولى التحوط من مخاطر السوق الهابطة عن طريق البيع على المكشوف في السوق. واليوم، تستخدم صناديق التحوط مئات الإستراتيجيات المختلفة في محاولة لتحقيق أقصى قدر من العائدات. يوفر سوق العقود الآجلة المتنوعة وعالية السيولة لصناديق التحوط القدرة على تنفيذ المعاملات الكبيرة، ويزيد تعرض المحفظة المالية الخاصة بها للسوق أو يقلله.
صناع السوق
صناع السوق هم شركات تداول وافقت تعاقديًا على توفير السيولة للأسواق، وتقديم العطاءات والعروض بشكل مستمر، عادةً مقابل تخفيض رسوم التداول. ويمثل صناع السوق أهمية بالنسبة إلى منظمة التداول حيث يساعدون على تسهيل حركة المعاملات الكبيرة دون إحداث تغييرات كبيرة في الأسعار. وغالبًا ما يربح صناع السوق من الحصول على الفارق، وهو الفرق البسيط بين أسعار العطاءات والعروض على عدد كبير من المعاملات، أو من خلال تداول أسواق العقود الآجلة ذات الصلة التي يرون أنها مسعرة لتوفير الفرص.
الخاتمة
تجلب كل أنواع المضاربين السيولة إلى السوق. ويُعد توفير السيولة وظيفة سوقية مهمة تمكن الأفراد من الدخول إلى السوق أو الخروج منه بسهولة. وعلى الرغم من أن نشاط التداول المضارب يولد سيولة كبيرة، فإن كل المستثمرين في السوق يستفيدون. وعلى عكس المضاربين الذين يهدفون إلى الربح من خلال تحمل مخاطر السوق، لدى بعض المشترين والبائعين مصلحة خاصة في الأصول الأساسية لكل تعامل. ويهدف هؤلاء المشاركون في السوق إلى تعويض المخاطر أو التخلص منها ويُشار إليهم باسم المتحوطين.